الخميس، ١ أيلول ٢٠١١

إمرأة البحر


رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار

وقال لي : قفي داخلها ...

فانطلقت هاربة

إلى شوارع البحر.

* * *

غاضباً لحق بي

غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني

وقال ان القضية جادة

وان "البث مباشر"

ويجب أن أعود معه إلى الاستديو

لأقف وسط دائرة الطباشير

وتحت دائرة الضوء

* * *

مسكينة ومبتلة

كمتسول شتائي

حاولت أن أقول له

انني انا أيضاً جادة ! ..

ولكنني أبداً أبداً

لن أتركه يسجنني

داخل دائرة مرسومة بالطباشير

على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..

لن أتركه يسجنني ،

لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،

ولا باسم أحد .

* * *

آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة

ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...

* * *

ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب

ان الحرف الأول من اسمك

هو جزء من دائرة

فلا تتابع رسمها حولي !

* * *

الساعة مستديرة

لكن رمل الزمن

صحارى من الأسرار

تسخر من الاشكال الهندسية .

وأنا أكره الدائرة ،

واكره المربع والمثلث

وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع

وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...

وحدها النقطة المتحركة أحبها

اما الخطان المتوازيات

فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء

ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...

* * *

إلى شاطئ البحر أهرب منك

وأقف وحيدة

وبطبشورة الحرية

ارسم دائرة غير مغلقة ،

مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق

وأقفز داخلها ،

وأركض منها إلى البحر ..

البحر .. البحر ... البحر ...

غادة السمان





1 التعليقات:

رائعة تلك الحرية التي تخبو في سطورك

رائع الحب الذي ترسمينه خارج أطاره

رائعة المفاهيم التي تدركينها ضمن مفهووم الحرية

إرسال تعليق

Share | مشاركة

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More